كتبت الممثلة وحيدة الدريدي قصة تبدو واقعية و تطرقت الى فن التلمنيح بدل التصريح و فيما يلي نصه :
أنا …. برج مراقبة
من مساوئ المهنة .. أن تجلس صامتا وسط مجموعة
و تراقب ما يحدث حولك….
برج المراقبة المشهد الاول :”
صديقتان من جيلين مختلفين ، الكبرى تعلم الصغرى في جلسة حميمية يتلاصق فيها رأسان و ابتسامة خجولة و سعيدة من الاولى وهي تحدث الثانية عن مشاعر بدت لي من علياء برجي أنها مشاعر فياضة وتحمل طبولا من الفرح تجاوزت الات الوتر و النفخ إلى اهتزازات إنسانية يتراقص معها الكون …
الثانية تستمع ببعض البرود … و لكن كلماتها تشجع صديقتها على المضي قدما في المغامرة …
تناقض بين النظرة الباردة و حرارة الكلمة …
أردت من علياء برج المراقبة أن أفسر هذا التناقض بجملة واحدة الصديقة الصغرى تعاني من جرح حديث لم يندمل و لكن حبها لصديقتها جعل من الكلمات رذاذ من الياسمين يعطر الأجواء …
برج المراقبة المشهد الثاني :”
ـالصديقة الكبرى على طرف الكنبة على الشرفة ..
و حبيبها على الطرف الثاني من نفس الكنبة …
على طاولة أمامهما بعض الغلال و الفواكه الجافة
خاصة الفزدق الإيراني …. تبدو عليهما نظرات
سعادة و ميول واضح لكل من حولهما ….
و فجأة تحضر الصديقة الأصغر مبتسمة تأخذ كرسيا تضعه مائلا بعض الشيء لتصير مباشرة قبالة الرجل (المفروض العاشق الولهان) و تميل قليلا عن صديقتها بطريقة تجعل من مرمى بصر صديقتها لا يطال وجهها ..
ابتسمت الصديقة الصغرى وهي توجه الحديث للجلوس اتيت لأسرق بعض الفزدق … ابتسم الجميع…
و رفعت بصرها إلى الرجل و بدأت بالقاء نظرات الاغراء إليه و كأنها تطلب منه الالتحاق بها .. كانت نظرات شبقية لا تحمل الا الشهوة بعيدا عن الحب …
و توجهها إليه بكل صلافة …
و تحاول اخفاء ذلك عن بصر صديقتها الكبرى …
صدمت أنا .. و انا في أعلى برج المراقبة …
و أحسست بانزعاج كبير مكان الابطال في المشهد .. نظرت إلى ازرار طاولة برج المراقبة امامي فوجدت زرا كتب عليه عهر مفضوح يشتعل بلون احمر …
قلت حسنا لنوجه كاميرا المراقبة الى السيد الذي يعتبر عاشقا … قد يشتعل زر امامي اسمه جدار الصد
و يكون اخضر اللون …
و قمت بتكبير الصورة زوم … و انتظرت النظرة الباردة من العاشق خاصة و انا حبيبته المفترضة تجلس على طرف الكنبة قبالته تماما …
و اذا بالصدمة التالية تصيب ٱلاتي ببرج المراقبة .. نظرات السيد تشجع الفتاة على رميه بنظرات العهر الشبقية… و مقلتاه تبتسمان تشجيعا … أعدت الكاميرا إلى المشهد الواسع العام … Plan general
الصديقة الكبرى غارقة في الحب و السعادة …. الصديقة الصغرى تغري حبيب صديقتها بنظرات عاهرة .. الحبيب يستجيب للنظرات …
ثم تأتي الإضافة .. الصديقة الصغرى تأخذ حبة فزدق تضعها على ضرسها .. تتظاهر بصعوبة كسرها … فيتحرك شفرها ليغمز إلى حبيب صديقتها ..
يتلقى الحبيب الغمزة يردها فورا بأفضل منها …
و الصديقة العاشقة غارقة في بلهها …
مشهد عام … اتلقاه من برج مراقبتي … فاحسست بالتقزز ..
أطفأت اضواء برج المراقبة … و أطفأت الكاميرا …
و غادرت البرج …